الجمعة، 4 يوليو 2014
4:31 م

يوسف بن تاشفين من بساط التربية الى مقام الامبراطورية



يوسف بن تاشفين من بساط التربية الى مقام الامبراطورية
 http://agapress.com/%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%A8%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B4%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%B3%D8%A7%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%85/
 http://www.yakinepress.com/hes-writers/22169.html
http://www.sadanews.ma/index.php/37/2037-2014-06-29-18-24-34
http://tinjdad24.com/?p=9125
http://www.zagora-online.com/index.php/permalink/4355.html
http://www.tinghir.info/index.php/cult/949-45754545.html
توطئة:
في شهر شعبان480ه/1087م استشهد ابوبكر بن عمر اللمتوني1 زعيم المرابطين رحمه الله بعد مسيرة دعوية جهادية ،عمل فيها على نشر الاسلام في غرب ووسط  افريقيا ،قبل استشهاده تخلى عن حكم الدولة المرابطية الناشئة لصالح ابن عمه يوسف بن تاشفين، لمارأى فيه من خصال الشجاعة والعدل والورع وسداد الرأي2،كان اختيار يوسف للحكم في زمن عصيب تمزقت فيه أوصال الأمة الاسلامية بين ملوك طوائف متصارعين في الأندلس ومشرق اسلامي يقف على بواكير الحملات الصليبية ،فساقته الأقدار ليحمل مشعل توحيد الأمة الاسلامية واسترداد هيبتها الضائعة.
 يوسف في صحبة عبد الله بن ياسين
تتلمذ يوسف بن تاشفين على يد عبد الله بن ياسين رحمه الله امام المرابطين وتلميذ وجاج بن زلو اللمطي شيخ دار المرابطين بسوس وأحد تلاميذ العالم المالكي ابي عمران الفاسي رحمه الله، واضع الخطوط العريضة لتأسيس الدولة المرابطية السنية بالغرب الاسلامي، عمل عبد الله بن ياسين على تعليم يوسف الدين والسياسة الشرعية في رباط أسسه بنهر السنغال لتربية القلوب وتوحيد الصفوف لمواجهة الباطل. فتربى بذلك  يوسف  في قلب الصحراء على حسن صلته بربه،فكان له حظ من القرآن والصيام والقيام والانفاق في سبيل الله ، فنشأ بذلك نشأة ايمانية جهادية في قمة الصفاء الروحي3 سوية النفس قوية العزيمة للجهاد في سبيل الله وتوحيد الامة.
معالم القيادة واستحقاق الحكم في سيرته
تميز يوسف بن تاشفين بايمانه الصادق وعمله الدائب لصالح المسلمين، وعرف عنه تمسكه بناموس العدل والسير على جادة الحق4 ،فقد كان يتفقد أحوال الرعية بنفسه ويسأل عن سيرة العمال والقضاة، فأظهر للدين المعالم ورفع المظالم،فعندما عهد اليه امير المرابطين وامامهم –ابوبكربن عمر-قيادة الجيش ليتفرغ هو لنشر الاسلام في اقاصي افريقيا ،أظهر ابن تاشفين الحنكة والشجاعة والحكمة في قيادته وبعد بضع سنين ،عاد أبوبكر بن عمر ليرى النجاح الكبير الذي حققه ابن عمه فارتأى ان يدعه يواصل العمل الجيد الذي يقوم به فتخلى له عن الحكم5 .
فكانت له رحمه الله في حكمه يد بيضاء على الاسلام والمسلمين خاصة أهل الأندلس المحاصرين.
رؤية الفجر وتباشير النصر في معركة "الزلاقة"
تمتلث في يوسف بن تاشفين صفات المؤمنين الذين كان حقا على الله نصرهم ،فقد كتب المؤرخون عن خصاله من زهد وورع وعزة نفس وخوف من الله ،يذكر الداعية المؤرخ راغب السرجاني6 أن يوسف بن تاشفين في معركة "الزلاقة"التي مددت عمر الاسلام في الأندلس قرونا من الزمان، تلقى  بشارة النصر في المعركة من رؤية لشيخ ورع في معسكره يسمى"ابن رميلة"رأى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم يناديه" يا ابن رميلة انكم لمنصورون وانكم لملاقينا" ولشدة فرحه بالرؤية أيقظ  يوسف بن تاشفين وقادة جيشه ليبشرهم ببشرى النصرالتي بشره بها الرسول صلى الله عليه وسلم ،فكانت وقائع المعركة وكان الانتصار ساحقا للمسلمين.      
الامبراطوية المرابطية في عهده: التوسع والامتداد
آمن يوسف بن تاشفين بوحدة الأمة الاسلامية،فبدل مافي وسعه لتوحيدها كي يتأتى له مواجهة العدو الخارجي المتمثل في المد الصليبي ،فبعد توحيده للمغرب الأقصى ومده للاسلام نحو أقاصي افريقيا،عبر يوسف بن تاشفين الى الاندلس عبورا متكررا بدعوة من أهلها بعد تسلط النصارى عليهم لضعف شوكة حكامها في أربع جوازات لنصرة المسلمين المحاصرين فيها، فانتصر في معركة الزلاقة الشهيرة سنة 479ه انتصارا عظيما انبجست به غيوم الهوان عن مسلمي الاندلس،لكن نشوة الانتصار لم تدم طويلا أمام تصارع ملوك الطوائف وعودتهم الى التحالف مع النصارى، فعاد يوسف مرة ثانية وثالثة للأندلس7، قبل أن يقتنع بضرورة التخلص من جذور الداء وهم ملوك الطوائف بعدما أفتاه العلماء في ذلك كالغزالي والطرطوشي  رحمهما الله. فتمكن بعد القضاء عليهم من تكوين امبراطورية اسلامية عظمى تمتد من الاندلس شمالا الى اقاصي افريقيا غربا تابعة لقيادته في مراكش.
يوسف بن تاشفين الحصيلة والانجازات
نقل يوسف بن تاشفين المغرب من التشرذم الى الوحدة السياسية ومن الصراع المذهبي الى وحدة المذهب–المالكي- ومن الضعف الاقتصادي الى قوته 8،ويعد ضمه للأندلس من أعظم اعماله، التي حفظت الأندلس من الضياع والأمة من الشتات، ارسى الى جانب ذلك نظام حكم عادل فنسب اليه المؤرخون العدل في حكم الرعية حيث رفع المظالم وأظهر للدين المعالم وأبعد عنه المفسدين واستبدلهم بالصالحين9 ،خطط للدولة المرابطية وأشرف على تنفيذ حكم الله فأحبه المرابطون والتفوا حوله ،وتطايرت الركبان في نشر سيرته وعدله وأحبه المسلمون10.
خاتمة
رحل يوسف بن تاشفين بالدعوة المرابطية من مرحلة التعريف التي سهر عليها عبد الله بن ياسين11 في رباطه بنهر السنغال بعدما تملك الخطوط العريضة لبناء الدولة المرابطية التي وضعها يحيى بن عمر الجدالي وابي عمران الفاسي رحمهما الله وجاهد من أجلها ابوبكر بن عمراللمتوني الى مرحلة التمكين ،فكان خير خلف لخيرسلف في النهج والآثر ،حيث اكمل المهمة ووحد المغرب سياسيا ومذهبيا وجاهد من أجل وحدة الأمة وعدته في ذلك ايمانه الصادق ونيته الخالصة لله 12،فانبسط العدل وانقبض الجور وانتشرت الفضائل وانزوت الرذائل في عصره ،ولم يغير وقوفه على سلطة أكبر امبراطورية اسلامية في القرن الخامس الهجري تعد منتهى التوسع الترابي للدولة المغربية من مبادئه فبقي زاهدا ورعا متقشفا على مافتح الله عليه من الدنيا ،فالذين ضحوا وبدلوا وجاهدوا استطاعوا أن يغيروا مجرى التاريخ ويبدلوا أفكار ومبادئ البشر الأرضية بمبادئ سامية ربانية13.

 الاحالات

1- " بن تاشفين موحد المغرب والأندلس "مقال محمد ياسر الهلالي ،مجلة زمان،ع6،2014،ص35.
2-فقه التمكين عند دولة المرابطين،علي محمد الصلابي،دار ابن الجوزي،القاهرة،2007،ص54.
3- ن.م،ص38.
4- "ظاهرة استبداد الدولة في العصر المرابطي" مقال ابراهيم القادري بوتشيش،مجلة أمل،ع21،2000ص128.
 "بين يوسف بن تاشفين وصلاح الدين الأيوبي"مقال علي القاسمي،مجلة التاريخ العربي،ع17،ج13،2001.-5
6-دولة المرابطين،راغب السرجاني،موقع قصة الاسلامhttp://islamstory.com/ar/.
7- "بين يوسف بن تاشفين وصلاح الدين الأيوبي"م.س،ج13.
8- "بن تاشفين موحد المغرب والأندلس" م.س،ص35.
9- "ظاهرة استبداد الدولة في العصر المرابطي" م.س،ص128.
10-فقه التمكين عند دولة المرابطين،م.س،ص184.
11- ن.م،ص52.
12- "بين يوسف بن تاشفين وصلاح الدين الأيوبي"م.س،ج13.
13- فقه التمكين عند دولة المرابطين ،ن.م،ص31.

0 التعليقات:

إرسال تعليق